الخميس، أبريل ٠١، ٢٠١٠

خطاب إلى العرب


خطاب إلى العرب:

وكل هذا لا يحملنا على الاستخفاف والتهاون أمام الخطر اليهودي الذي وضحناه في الفقرة السابقة، فنحن لا نستبعد قيام دولة إسرائيل في فلسطين كلها ـإذا لم يتنبه العرب إليها ويحطموها قريباً ـ وقد تنجح في بسط سلطانها على ما هو أوسع، ولكننا نعتقد أن قيامها منوط بتهاون العرب وببقاء سيطرة الأجانب على الشرق الأوسط وخصوصاً قناة السويس، مفتاح الخطر، ولولا هذا لقضي على إسرائيل في بضعة أيام، فإسرائيل قائمة على أن نعاونها ويبقى الأجانب في أقطارنا.

ثم أن الموازنة بين قوة العرب وقوة اليهود لا توحي باليأس، ما دام العرب قادرين على التخلص من نفوذ المستعمرين بينهم ومقاطعة إسرائيل، ونعتقد أن المعركة الجديدة الحاسمة لم تبدأ بعد، ولم تبذل بلاد الشرق الأوسط لا سيما العربية كل وسعها، وليس المهم في الصراع ـ كما قال تشرشل ـ كسب المعارك بل كسب الحرب، والدول العربية لا يمكن أن تتحطم من قوة خارجية إلا بعد أن يتصدع بنيانها داخلياً، فليجدد العرب بنيانهم الداخلي، ولينقوا أوطانهم من العناصر المتطفلة عليهم، وليحفظوا أنفسهم من الأدناس، فطالما كانوا كذلك فهم بخير، ولا محل إزاء ذلك للتشاؤم، ولا يهم توحيد الأقطار العربية شكلاً تحت حكم واحد، بل حسبهم أن تكون كل دولة قوية في ذاتها، بثروتها وجهود أبنائها وقوة عقولها وأخلاقها، ولو لم تتحد مع غيرها في الحكم.

أن الجسم القوي لا تقتله الأمراض وإن أوهنته، فليقو كل منا جسمه مع الحذر من التعرض للأوبئة دون ضرورة، وليحفظه سليماً، ولست أنصح العرب نصحية نيتشه "عش في خطر" لأن الخطر يتخلل صفوفهم ويحيط بهم من كل جانب، فهم يعيشون فعلاً في خطر من شهوات أنفسهم ومن أعدائهم ولكني أنصح لهم أن يدركوا الخطر الذي يعيشون فيه، لا سيما جانبه الداخلي في سرعة وحزم، وليغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله ما بهم، فيبعدوا الخطر عن أنفسهم قبل فوات الأوان.

أيها العربي، أصلح أولاً نفسك ينصلح من حولك كل شيء، "والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر". ه

--------------------------


بقلم: محمد خليفة التونسي
من مقدمة الطبعة الأولى لكتاب "الخطر الصهيوني، بروتوكولات حكماء صهيون" ه




"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله"

0 التعليقات: