الثلاثاء، ديسمبر ٠١، ٢٠٠٩

قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


سلام عليكم

من فترة كنت انضميت لعمل خيري تنموي هدفه نشر فكر وثقافة العمل الخيري بين الشباب وكذلك الفكر التنموي الداعي لتطوير وتنمية المجمتع ونشر الروح دي بين أفراده
أنا انضميت للنشاط دا كعضوة في لجنة من لجانه اسمها

"DHP"

الكلمة دي مكونة من 3 حروف، كل حرف منهم اختصار لكلمة


D

دعوة - شغل خاص بالدعوة


H

اتش آر - أو موارد بشرية


P

برامج - بمعنى متابعة تنفيذ البرامج اللي اللجان التانية مسئولة عن تنفيذها


دا باختصار يعني ...

كان البريزيدنت بتاع النشاط طلب مني كتابة بعض الأفكار والنقاط الخاصة بالدعوة وشغلها اللي احنها مسئولين عنه، فكتبت أول موضوع معاهم والحمد لله بفضل ربنا نال إعجاب الرئيس جدا
فانا حبيت أنشر النقاط اللي كتبتها دي عسى اللهُ أن ينفعَ بي وبها :)

.....................

أولا:
ضرورة تصحيح مفهوم الطاعات والعبادات بحيث يكون أكثر شمولا من مجرد آداء الأركان مثل الصلاة والصيام وغيرها من الفرائض التي دوما ما يتبادر إلى الذهن أنها هي فقط الطاعة والعبادة وما سواها دون ذلك، وبالتالي فمن هنا نشأ الفصل الخاطئ بين الدين والدنيا أو "الأمور الدينية" و"الأمور الدنيوية"، وهو فصل خاطئ مبني على أساس خاطئ وفهم مغلوط لحقيقة الطاعة والعبادة وصحيح الدين.
فلا شك أن هذه الفرائض والعبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج على عظمها وعظم أجرها عند الله سبحانه وتعالى ليست سوى أركان، أركان الإسلام، أركان البناء، وليس ثمة بناء يكفيه فقط أركانه، فهذه الأركان يقوم عليها البناء لتدعمه وتقويه، ليكون مبنيا على أساس صلب قوي يصلح لاستمراره وعلوه وبدونها ينهار البناء كله مهما علا واشتدت قوته...
فبالمثل هي هذه الفرائض، أساس وأصل الدين، ولكن معها في نفس الوقت أمور أخرى عديدة تكمل البناء وتجمله وتجعل له معنى وقيمة حقيقية ...
من هذه الأمور، على سبيل المثال فقط لا الحصر، التي يعد القيام بها، مع وجود نية إرضاء الله تعالى وابتغاء مرضاته وعمل الخير، طاعة وعبادة بإذن الله:

1- مزاولة العمل وإتقانه وكذلك الدراسة والاهتمام بها والتفوق فيها، وفي ذلك قال الله تعالى "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" وكذلك قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"

2- حسن الخلق في التعامل مع الآخرين والإحسان إليهم والرفق بهم وكظم الغيظ والعفو عن الناس، فحين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، قال: "تقوى الله وحسن الخلق". والأحاديث في ذلك كثيرة ومتنوعة ومنها – على سبيل المثال لا الحصر:
"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"
"تبسمك في وجه أخيك صدقة"
"لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق"
"أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دَيناً، أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً - في مسجد المدينة - ومن كفّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام"
"‏إن خياركم أحاسنكم أخلاقا"
"‏إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله"
"إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا "
"إنه من أعطي حظه من الرفق؛ فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم، وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار"
عن أنس رضي الله عنه قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبا ذرّ فقال: يا أبا ذرّ ألا أدلّك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما، قال: بلى يارسول الله، قال "عليك بحُسن الخُلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما"

3- مزاولة الرياضة والمحافظة على الجسد والاهتمام بالصحة النفسية والبدنية، وبالطبع لا يخفى دور الرياضة وأهميتها في ذلك وفي الحفاظ على ما وهبنا الله من نعم تتمثل في الجسد والصحة، وهما أساس العمل والإنجاز والتقدم وبدونهما تتوقف الحياة. فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف كما ذكر حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وبالرغم من أن القوة المعنية هنا في الحديث الشريف بالتأكيد ليست فقط القوة البدنية، إلا أنها وبلا شك تمثل جانب مهم جدا وأساسي بل وحيوي أيضا من جوانب قوة المؤمن وذلك لما لهذه القوة التي يحبها الله (بمختلف نواحيها وجوانبها كقوة القعيدة والثقة وحسن الظن بالله، قوة الشخصية والثقة بالنفس، القوة البدنية ... الخ) لما لها من خير ونفع يعود على صاحبها وعلى من حوله بل والمجتمع بأكمله من خلال قدرته على العمل والإنتاج والاجتهاد والمشاركة في عملية التقدم والتنمية وكذا الدفاع عن الحق أيضا وإظهاره (وهو جانب مهم آخر من جوانب قوة المؤمن والذي يغفل عنه كثيرون). وقد ورد في فضل الرياضة وأهميتها العديد من الأحاديث، منها: "من تعلم الرمي ثم نسيه فليس مني". كذلك جاء قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليؤكد على هذا المعنى بل ويحث على ضرورة تنشئة النشئ عليها منذ الصغر وأهيتها لهم منذ نعومة أظافرهم في قوله "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"

4- * أيضا هناك شعيرة أخرى من أهم الشعائر التي يغفل عنها كثيرون كذلك، هذه الشعيرة التي بسبب الغفلة عنها ونسيانها أوتناسيها وترك العمل بها هلكت أقوام وأمم وهلك صالحون عابدون أيضا مع الذين فعلوا المنكرات بسبب تركهم إياها وسكوتهم عنها، هذه الشعيرة هي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الله أمر جبريل أن يهلك قرية من القرى" قرية عاصية، فأخذ جبريل ينظر إليهم، فإذا فيهم من يقعون في أنواع من المنكرات وربما فيهم من يقعون في أنواع من الشرك، ولكن فيهم رجل صالح عابد يقوم الليل، يصوم النهار، يتصدق، يبكي من خشية الله، عنده أنواع من التقرب إلى رب العالمين. فقال جبريل لما أمره الله تعالى بعذاب أهل القرية كلها "قال: يارب فيهم عبدك فلان"، جبريل يعلم أن ربه جل وعلا لا تخفى عليه خافية لكن جبريل يريد أن يفهم كيف يهلك معهم وإلا سينفذ، هذا عنده أعمال صالحة، نهلكه معهم؟ "يارب إن فيهم عبدك فلان! فقال رب العالمين سبحانه وتعالى: به فابدأ" هذا الذي تمدحه ياجبريل به تبدأ، هذا الصالح هو أول واحد ينزل عليه العذاب... لماذا يارب؟ "قال الله: فإنه لم يتمعر وجهه في قط"!؛ يعني كان يرى المنكرات والأمر عنده عادي، كما هو حال الكثيرين، بل والأغلبية، منا الآن ...
في هذا جاء قول المولى عز وجل في محكم تنزيله "مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"، أشعر نفسك أنك لا ترضى بهذه المنكرات، أنها ليست طبيعية عندك، اؤمر بالمعروف وانه عن المنكر وانصح بالحسنى حتى لو كنت تعرف أنهم لا يطيعوك، أهم شيء أن تسقط التبعة عن نفسك، إذا أسقطت التبعة عن نفسك عذرك الله تعالى،هذا أمر. الأمر الآخر أن هذا الذي نصحته الآن ولم يستمع لنصيحتك قد يتذكرها فيما بعد، قد يتذكر كلمة واحدة منك قلتها له وأثرت فيه وأدت إلى تغير إيجابي لديه بالفعل ولكن فيما بعد. أيضا هناك بعد آخر لهذه المسألة وهو ضرورة أن يكون لك كمسلم حقيقي، مؤمن، أن يكون لك دور فعال وإيجابي ومؤثر في المجتمع، في إصلاحه وتغيير أوضاعه السلبية ونهضته وتطويره وتحويل ما هو سلبي ضار هدام إلى شيء إيجابي مثمر مفيد ومؤثر بإيجابية وفاعلية في المجتمع بإذن الله.
أيضا في ذلك جاءت بعض الأحاديث الشريفة ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن عمهم الله بعقاب من عنده"، وقال صلى الله عليه وسلم "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتقسرنه على الحق قسرًا ولتأطرنه على الحق أطرًا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم"، فترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من أسباب عدم إجابة الدعاء، وهذا ما يشير إليه الحديث الشريف من أن ترك هذه الشعيرة هو من أسباب عدم إجابة الدعاء وليس من الناس العاديين بل من خيار الناس، وكذلك هو من أسباب الشقاق والخلاف والخصومات بين الناس الذي بينه قوله صلى الله عليه وسلم "ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض" إذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

.....


هذا والله أعلم



---------------------
تم اقتباس بعض أجزاء هذه الفقرة من كتيب "حراس السفينة" للدكتور محمد العريفي
*



"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله"