من كام يوم كنت في مشوار الصبح ووأنا راجعة حصل موقف تقريبا أول مرة أتعرض له في حياتي وسبحان من ثبتي فيه وخلاني أتصرف فيه كدا ..
وأنا راجعة ركبت ميني باص أخضر بتاع شركة لبنان ..
فوجئت بالسواق بعد ما خد الفلوس بيقول لواحد قاعد جنبه "هات التذكرة اللي معاك" وقام اداهالي!!!
أنا استغربت الحركة دي، ليه يديني تذكرة واحد تاني ومايقطعليش تذكرة من الدفتر ..
رحت كلمته فعلا بمنتهى الذوق والهدوء ومن غير ما اتهمه بأي حاجه وكل دا وأنا لسه مش في بالي خالص كلمة "سرقة".. أنا بس استغربت تصرفه دا ومافهمتوش ليه وحسيت ان في حاجه غلط ..
طبعا رد الفعل كان غير متوقع بالمرة وأكيد أكيد يمكن تخمين هو كان عامل ازاي!!!
المهم، رد الفعل دا أكد لي ان اللي حصل دا حصل بسوء نية وانه أكيد مش على حق طالما ان دا كان رد فعله وبالطريقة الهمجية دي لأنه أكيد لو كان على حق ماكانش ثار وانفعل بالشكل دا واتكلم بالطريقة دي وكان على الأقل برر موقفه بهدوء ..
تقريبا بردو عشان يوهمني انه عمل كدا بحسن نية أو يغلطني، وراني 10 قروش كوين، والفلوس اللي أنا كنت دافعاها كانت جنيه ونص كوينز بردو، فقام موريني الـ 10 قروش دي وقالي "دي ايه؟" قلتله "10 صاغ" وسكت وهو كمان سكت، فقلتله "هو أنا كنت دافعه 10 صاغ؟؟" قالي "لا" وسكت وقام مرجعها تاني مكانها ..
دي كانت حركة كمان أكدت لي انه بيعك، وانه مش عارف يقول ايه أو يعمل ايه عشان يبرأ نفسه ويطلع من الورطة دي ..
ولما لاقاني واخده بالي من اللي بيعمله ومش خايفه منه ولا هاممني من اللي بيعمله (رغم اني ماانكرش اني كنت مخضوضة ومتوترة ويمكن باترعش كمان، بس يظهر الحمد لله بفضل ربنا ماكانش باين عليا كالعادة زي ما دايما بيتقالي لما بابقى قلقانه ومتوتره في أي موقف زي بابليك سبيتش مثلا ولا حاجه ويتقالي بعده ان كان شكلي ثابت ما شاء الله وواثقه من نفسي جدا.. الحمد لله بفضل ربنا!) ساعتها بقى حاول يغلوش بالصوت العالي وطريقة الكلام الخالية تماما من الذوق والثقة، ومهمة جدا حتة الثقة دي!
المهم بالرغم من كدا فضلت ساكته وواقفة بردو وبصاله وهو بيتكلم كدا بالطريقة الغبية دي لحد ما خلص وقلتله "اوكي" ورحت قعدت على الكرسي اللي وراه وقلتله "على فكره انت مش على حق وطريقتك دي أكبر دليل على كدا، أنا هاديه عشان واثقه من نفسي وعارفه اني على حق، لكن انت لا" ..
سبحان الله لقيته سكت خالص من ساعتها ومانطقش ولا كلمة من ساعة ما قلت كدا وفضل ساكت بعدها طول الطريق لحد ما نزلت زي ما يكون فقد النطق مرة واحدة بعد الجعجعة اللي ع الفاضي اللي كان عاملها في الأول دي!!! سبحان من أنطقني وأسكته ..!
في الوقت دا كان في راجل كبير طلع شاف اللي حصل وفهم منه أكيد ايه الموضوع فقالي "بس انتي صح، لما تشوفي غلط ماتسكوتيش عليه" وكلام من ده يعني ..
المهم روحت البيت، كلمت الشركة وقدمت شكوى وبعد كدا اللي كانت بتكلمني دي اعتذرتلي واحنا آسفين ع اللي حصل وشكرا على أمانتك وكلمتين كدا...
الألطف بقى انها قالتلي في نص الكلام انه اه هو كدا "بيسرق"، وبعدها قامت قالتلي ان حيتعمله "لفت نظر" ولو اتكرر تاني اللي حصل دا حيتخصم منه!!!!!!!
بصراحه أنا سمعت كلمة "لفت نظر" دي صدمتني شويه يمكن أكتر من الموقف نفسه!! يعني "سرقة" (أيا كان المبلغ حتى لو قرش ونص) يبقى عقابها "لفت نظر"؟!!! ولو اتكررت يبقى يتخصم له!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله.. طب بالذمه دي كمان يترد عليها يتقالها ايه.. لله الأمر من قبل ومن بعد!
يعني لا ردع .. لا عقوبات رادعة صارمة .. إذن أهلا بالسرقة والتجاوزات .. أهلا بالفساد! .......
في جروب ع الفيس بوك عامل استطلاع عن أكثر شخصية أثرت في حياتك.. دخلت امبارح ع الجروب وشفت الاستطلاع وقعدت أفكر في مين فعلا أكثر حد.. أكيد لما بيجي ذكر حاجه زي كدا قدامك اوتوماتيك حتلاقي في حد معين خطر في بالك، افتركت موقف معين، تجربة معينه مريت بيها وكان ليها أثر كبير في حياتك وفي تكوين شخصيتك.. كدا يعني ..
بالفعل دا حصل معايا، أكيد من ضمن اختيارات الاستطلاع كان في اختيارات حسيت ان هي دي فعلا ..
زي الأصدقاء، وبجد مااقدرش أنكر أثر الصحبة الصالحة ما شاء الله اللي، الحمد لله بفضل ربنا، بتعين ع الخير وبتدل عليه وتحث وتشجع عليه واللي كان ليها فعلا دور مهم في حياتي ..
حاجه كمان طبعا كان ليها أثر مهم جدا في حياتي ويمكن كمان في إعادة تشكيل شخصيتي وهم علماء المسلمين، المشايخ والدعاه، وكذلك بعض محاضري التنمية البشرية اللي أثروا فيا أكيد سواء بالقراءة ليهم أو الاستماع لمحاضراتهم ..
دي كانت أول 3 اختيارات ليا.. بس وأنا بأفكر كدا خطر في بالي عنصرين مهمين جدا حسيت انهم كمان كان ليهم بالغ الأثر عليا وعلى نمط تفكيري ويمكن كمان على ملامح شخصيتي، العنصرين دول هم: الحكومة والشعب المصري ...!
اه، ومحدش يستغرب ان الاستطلاع بيسأل عن أشخاص وأنا أقول حكومة وشعب لأن الاتنين في الآخر بردو أشخاص وسلوك! معروفة يعني ..!
المهم، حسيت ان إجابتي دي ممكن تدي انطباع اني باتفلسف مثلا أو باهرج وبأقول نكته ودا بعيد تماما عن الحقيقه، عشان كدا، ومنعا للفهم الخاطئ وسوء الظن ودرءًا للشبهات، كتبت ملحوظة تحت الإجابة ان آخر عنصرين دول حقيقه فعلا مش فلسفه ولا تهريج!
بجد أنا حاسه ان أنا دلوقتي مش أنا من يمكن سنتين فاتوا لما كنت لسه في الجامعة وكان كل تفكيري واهتماماتي منحصره في دراستي والكلية ومستقبلي وأمور كلها شخصية وحاجات كلها خاصة بيا أنا بس ..
مع الوقت ولما بدأت أتابع اللي بيحصل حواليا وأشوف الأوضاع والسلبيات والتقصير والإهمال والفساد والاستغلال والظلم وغيرها من الأوضاع السلبية اللي بتتجلى بمنتهى الوضوح للجميع، بدأ تفكيري يتغير واهتماماتي كمان تختلف، نظرتي حتى للمستقبل اختلفت...
أنا عايزه ايه وليه؟!!!
بقى همي الأكبر وشغلي الشاغل اني أعمل حاجه فعلا مفيده للبلد دي ولديني بردو... كتير جدا بقت تخطر على بالي الفكره دي وأفكر في الحاجه دي ..
أشارك في إحداث نهضة وتطوير حقيقيين ..
أخدم الناس وأساعدهم وأساهم في تطويرهم وأشارك في تحسين أوضاعهم ..
أساهم بإيجابية وفاعلية ويبقى لي دور مؤثر ..
سلبية الشعب المصري، ضعفه وخنوعه، استسلامه للعادات البالية والمعتقدات الراسخة والثقافات السلبية والفكر الهدام خلا جوايا رفض تام ومطلق لكل دا، خلا عندي رغبة دائمة في اني أكون إيجابية قدر المستطاع وألغي تماما حاجه اسمها "وأنا مالي" و"هو أنا اللي حاصلح الكون" من قاموسي..
الاستسلام للوضع الراهن، حتى على المستوى الشخصي ودا اللي باتكلم فيه دلوقتي مش السياسي، خلا عندي رغبة قوية في التغيير والتطوير المستمر...
ازاي الإنسان يقدر يطور من نفسه بشكل مستمر، يطور من مهاراته، مستوى آدائه، نمط حياته ... أي مشكله عنده أو حاجه مش عاجباه في نفسه سواء صفة من صفاته، ملمح من ملامح شخصيته، عاداته، طباعه، ... حاجه مش عاجباه في نفسه شكلا أو موضوعا، مظهرا أو جوهرا، خارجيا أو داخليا.. أيا كانت هي ايه! (بالتعبير الدارج يعني: يشتغل على نفسه!) ..
وطبعا ماانكرش دور القراءة في التنمية البشرية في إحداث دا كله بداخلي وإعادة توجيه فكري وحتى تغيير نمط تفكيري، وكذلك البعد الديني للموضوع أكيد ووجود نوايا تربط بين أي حاجه بتعملها، بتفكر فيها، بتقدم عليها، وبين الرغي الكتير اللي فوق دا ...
يعني نخلص من دا كله إلى أن الحكومة والشعب المصري، بشكل أو بآخر، كان ليهم أثر قد يكون إيجابي عليا رغم الأفعال غير الإيجابية خالص اللي بتصدر عنهم في كثير من الأحيان.. سبحان الله!
وللرغي بقية إن شاء الله :)
3 التعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكي أختنا الكريمة على البوست الرائع
واكيد من دواعي سروري اني صاحب التعليق
الأول عندك حضرتك
وفعلا كما يقال : للرغي فنون
وقد أجدتي توصيل فكرة البوست برغــي
مـُحكم هههههههههههه
بارك الله لنا في قلمك الرفيع
والله بأمانة مش مجاملة اطلاقا .. أسلوبك
فرض علي وبشدة ان أقرأ البوست على
بكرة أبيه .. رغم طوله نسبيا
-------
بخصوص الموقف اللي حصل من السواق
فهو فعلا شيئ يزعل ويضايق ويبعث على
التشاؤم رغم تفاؤلي .والسبب اني لا
أبالي بأفعال وتصرفات الحكومة او
النظام الحاكم بقدر مبالاتي لتصرفات
الناس العادية المحكومة ..لأن الحاكم
ان اجلا او عاجلا سيترك الكرسي .. ولن
تبقى الا انجازاته او اخفاقاته
أما الناس .. عندما تتغير سلوكياتهم
وتتبدل وتصل الى حد الانحطاط الخلقي
فلم تعد هناك كما كان يقال : رجولة
..شهامة.. كرامة .. عزة نفس ..
الحياه تتجلى أقبح صورها الأن في
المادية وثقافة الأنا ومن بعدي الطوفان
مايحزنني حقا ان جينات الشعب المصري قد
تغيرت بالفعل .. وهذا ادق وصف لحاله
على لسان الأستاذ محمد حسنين هيكل
ولكن رغم هذا كلللللللللله .. هيهات
فلن نمل من التشبث بالأمل في غد أفضل
ان شاء الله
واحييكي على فكرتك عن ضرورة ان يحاول
الانسان التغيير من نمط حياته وسلوكياته
وان يفعل شيئا لكسر ما يعيش فيه من
إحباطات وتراجع للخلف في النواحي
المادية والسلوكية والحياتيه بشكل عام
واعجبني ربطك لهذا كله بالبعد الديني
وضرورة التأكيد عليه ..!
ان شاء الله القادم افضل
ولا تحرمي قرائك من كل جديد لقلمك
الرفيع
دمتم في حفظ الله
والسلام عليكم
ياما الواحد بيشوف
يعنى تفتكرى بلدنا دى كل المصايب اللى بتحصل فيها سببها ايه ؟
مهو ان ما حدش بيخاف من العقوبة لا كبير ولا صغير لانها ما بتحصلش
غريبة قوى الموقف ال حصلك دة ؟
بس إنتى إتصرفتى صح مية فى الميه وياريت كل ال يشوف غلط مايسكتش يمكن حياتنا تبقى أحسن فى كل شىء
تحياتى
إرسال تعليق