بقالي فترة كبييييييييييييرة اوي نفسي أكتب ومش عارفة، معرفش ليه!! رغم ان في حاجات كتيرة اوي كنت ولازت عايزة أتكلم فيها وأكتب عنها
دلوقتي قاعدة زهقانة، أجازة النهاردة من الشغل عشان دور برد عندي كدا جالي على حين غرة (بس ماتقلقوش، مصري مش مستورد)، أو يمكن اعتراضا على بعض الأوضاع اللي مش عجباني في الشغل العجيب دا زي ماهي مش عاجبة غيري بردو..
المهم يعني أيا كان السبب، اديني قاعدة أجازة في البيت النهاردة وزهقانة من كل حاجة تقريبا، نت وتليفزيون وحتى رغي مع أي حد، فقلت أجرب أكتب وخلاص!!
لحد دلوقتي مفيش حاجة محددة في دماغي، مش عارفة لسه ايه اللي حيتكتب بالضبط، غالبا حاسيب صوابعي تدوس ع الزراير اللي هي عايزاها ع الكيبورد براحتها بدون ترتيب أو اتفاق مسبق ما بينّا!! ..
أكيد في أحداث سياسية واجتماعية كتير استفزتني كالعادة في الآونة الأخيرة ممكن أتكلم عنها وأعبر عن رأيي فيها بس بصراحة ماليش مزاج حاليا
فحاتكلم عن نوع تاني من السياسة ألا وهو "سياسة الوفاق" !!!
ايون، سياسة الوفاق اللي بتقول "يابخت من وفق راسين في الحلال".. معروفة يعني!
بس مش حاتكلم عن آخر راسين وفقت بينهم بصفتي خاطبة بعد الظهر مثلا
أكيد لا لأن دا لسه ماحصلش لحد دلوقتي، اني أجوز اتنين، ولو ان أكيد الواحد يتمنى بجد ان دا يحصل في يوم من الأيام ويكون سبب في التوفيق بين اتنين وتزويجهم.. الله المستعان
خليني أتكلم عن مرحلة ما بعد الوفاق، أي مرحلة ما بعد ان اتنين يتقابلوا ويعرفوا بعض (نسبيا أو شكليا أو صوريا أو ظاهريا فقط!! وحتفهموا قصدي بعد كدا) ويرتبطوا أو يتفقوا ع الجواز "أو" يتجوزوا فعلا!! (وهنا أكيد المشكلة بتتفاقم وتتضاعف!)
العصر ادن، حاقوم أصلي وأرجع أكمل بإذن الله..!
باك.. اللهم تقبل منا يارب واقبلنا على ما كان منا ...
نرجع تاني لموضوعنا اللي هو سياسة الوفاق ..
معرفش ليه في الآونة الأخيرة لاحظت ارتفاع نسبة الانفصال بين الكَبلز (الاتنينات يعني) خصوصا المخطوبين وكذلك حدوث نوع من الصدام والشقاق والخلاف بين المتزوجين حديثا!!
يمكن يكون من الأسباب الرئيسية لدا عدم وضوح معايير الاختيار من قبل الطرفين من البداية
وبالتالي عدم الاختيار على أساس سليم بالنسبة لكل واحد
جايز!!
يعني اللي بتبقى عايزة واحد ملتزم ومتدين وبييجي يتقدملها حد ظروفه كويسه ماديا مثلا ويبهرها برومانسيته ورقته واهتمامه بيها (في الأول بس قبل الخناقات ما تشتغل) وببوكيهات الورد اللي طالع نازل عمال يحول لها فيها..
البنت بطبيعتها (أي بنت) رقيقة ورمانسية، فأكيد حتتأثر بحاجة زي دي، وحتنبهر بيها.. لكن السؤال بقى ايه المقابل؟؟ على حساب ايه؟؟
انبهارها بصورة فتى الأحلام بتاع الورد دا بيخليها للأسف تغمي عنيها عن اعتبارات تانية كتير مهمة ولازم تكون موجودة في المقام الأول قبل النظر لأي حاجة تانية {ودا بيبقى خطأ فادح من جانبها انها بتتنازل وتتغاضى عن أشياء جوهرية، مابتكتشفش أهميتها وفداحة خطأها من البداية غير بعد ما الموضوع بيفشل وينتهي للأسف.. وياخسارة الورد اللي اتحول دا كله :( ..}
زي مثلا فروق في المستوى الاجتماعي والثقافي
فروق في الفكر والثقافة، في طريقة التفكير.. اختلاف شبه تام في دماغ كل واحد وتوجهاتها
أو زي مثلا انه يكون على درجة من التدين والالتزام أقل من اللي بتتمناها (أو اللي كانت بتتمناها)، وهنا بتحاول تقنع نفسها انها حتقدر تغيره أو تحسن منه أو توصله للدرجة اللي ترضيها (ونفس الحكاية للولد لما بيكون حاطط في دماغه نفس الشيء بالنسبة للبنت)
وهنا بقى مربط الفرس!
لما يبقى أحد الطرفين، أو كلاهما، داخل العلاقة وفاكر انه يقدر يغير التاني ويخليه على مزاجه بعد الجواز، ويفضل ساكت عن الحاجات اللي مش عجباه في التاني وبيتغاضى عنها أو مش شايفها أو مش عايز يشوفها أصلا طول فترة الخطوبة لحد ما يتجوزوا عشان خلاص بقى بمجرد ما يمضي كل واحد على قسيمة الجواز يبقى هو كدا تملك التاني وبقى حق مكتسب ليه يتصرف فيه ويعمل فيه ما بداله
ودا أساس المشكلة..
كل واحد عنده حاجة مش عجباه في التاني وعايزه يغيرها مايقولهاش ليه في فترة الخطوبة ويتناقشوا فيها ويبقوا صرحا مع بعض وواضحين من البداية، يمكن يقدروا يوصلوا لحلول ترضي الطرفين ويقدروا فعلا يحلوا أي مشكلة حد فيهم شايفها في التاني بالود والاتفاق من غير ما ينتظر عقد شراء الطرف الآخر عشان يبقى ليه حرية التصرف فيه!!!
بقينا نسمع عن اتنين لسه متجوزين حديثا (عقبال عندكوا جميعا) وهم لسه في شهر العسل بتبتدي المشاكل والخناقات اللي للصبح! وقد يصل الأمر لطلب الانفصال أو الانفصال فعلا (والعياذ بالله .. لا قدَّر الله)!! طب ليييه؟؟
لأن ببساطة بعد كتب الكتاب ابتدت الحقائق تتكشف والمشاكل تظهر ونقاط الخلاف تحتدم، هو مش عاجبه فيها معرفش ايه وايه وايه وعايزها تغير من ايه وايه وايه وتعمل كذا وتسوي كذا!!!
طب كل دا حضرتك ماخدتش بالك منه غير بعد كتب الكتاب؟!! ماكنتش شايفه قبل كدا أثناء فترة الخطوبة؟!! كل الطلبات (أو الأوامر) دي ماتتقالش غير بمجرد ما بقت زوجة مش خطيبة وضمنت حق ملكيتك ليها؟!! طول فترة التعارف والخطوبة ساكت وجاي تقولها دلوقتي؟!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
السؤال اللي بجد كتير بسأله لنفسي هي فترة الخطوبة دي معمولة ليه؟؟ لزمتها ايه بالضبط؟؟
معمولة بس للعب والتهريج والفسح والهدايا وشكرا على كدا
ولا المفروض انها تبقى محاولة للتعارف الجدي على الطرف الآخر ..
كل واحد يتصرف ويتعامل بطبيعته، يظهر بصورة حقيقية للتاني بدون تجمل عشان كل واحد بردو يقدر يعرف التاني صح بقدر الإمكان (قد تكون الفترة مش كافية ولا كفيلة بتحقيق دا بالقدر الكافي وعشان كدا باقول "بقدر الإمكان") ويعرف عيوبه قبل مميزاته، ودا المهم لأن أكيد المميزات مافيهاش مشكلة، اللي لازم تظهر العيوب اللي هي بردو نسبية وأكيد حتختلف من شخص للتاني، بمعنى ان واحد ممكن يكون شايف حاجة معينة في الطرف التاني على انها حاجة سلبية ومشكلة ومش عاجباه فيه، حد تاني ممكن ماتبقاش فارقة معاه أصلا، حد تالت ممكن يعتبرها ميزة مش عيب أساسا ..
على الأساس دا يقدر كل طرف يقرر هل حيقدر يكمل مع الشخص دا ويتأقلم مع عيوبه قبل مميزاته ولا لأ ..
لازم يبقى في وضوح وصراحة وصدق من البداية وعدم تنازل عن أمور معينة زي الدين والأخلاق (الاتنين مع بعض مش حاجة واحدة بس) سواء في البنت أو الولد ..
ودي حاجة تانية للأسف كتير بردو بسأل نفسي عليها، هو الاختيار بقى على أساس ايه؟؟ ايه هي معايير الاختيار بالضبط؟؟..
ياترى البنت والولد بيتمسكوا بوصية حبيبنا صلى الله عليه وسلم والأسس اللي وصانا نختار بيها ومع ذلك بتحصل المشاكل دي؟؟ .. مستحيل!
مستحيل الرسول صلى الله عليه وسلم يوصينا بحاجة مافيهاش مصلحتنا أو يترتب عليها مشاكل لينا
السبب الحقيقي هو بعدنا وانحرافنا احنا عن الخط اللي وضعهولنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم عشان نمشي عليه
ياترى كل واحد دلوقتي بيجي يختار بنت يرتبط بيها بيختار ذات الدين زي ما حبيبه وصاه (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومابتبقاش الأولوية رقم واحد عنده الشكل والجمال الخارجي قبل الداخلي؟؟..
وياترى كل واحدة بتوافق على واحد اتقدم لها، وافقت عليه عشان أول ما بصت ما بصتش على الفلوس والبيت والعربية والهدايا، لكن بصت على دينه وأخلاقة (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه) وقوته (قوة عقيدته وإيمانه وقوة شخصيته والقوة بمختلف معانيها اللي بيها تبقى مطمنة على نفسها وحياتها وهي معاه) وأمانته، أمانته عليها وعلى بيته وأولاده بعد كدا (القوة والأمانة.. صفات سيدنا موسى عليه السلام اللي بادر سيدنا شعيب الأب بتزويج بنته ليه بسببها من غير حتى ما يطلب) ..
ياترى كل واحد من البداية بيبقى عارف ومحدد بالضبط هو عايز ايه؟؟ عايز يلاقي ايه في الطرف التاني وعايز منه ايه؟؟ عارف في المقابل حيديله ايه؟؟ ...
ساعات كتير بابقى باتكلم مع حد من صحابي، بتحكيلي عن مشكلة عندها ولا حاجة، نلاقينا بنقول ان احنا فعلا عندنا مشكلة!! مشكلة فينا احنا!! ..
الدروس اللي بنحضرها - الحمد لله بفضل ربنا - والحكايات والقصص اللي بنسمعها عن الصحابة وشخصياتهم وحياتهم وطريقة تعاملهم مع زوجاتهم، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم الزوج وازاي كان بيعامل السيدة عائشة رضي الله عنها وبنته السيدة فاطمة رضي الله عنها وأحفاده الحسن والحسين.. كل دا خلانا نتخيل صورة مثالية اوي كدا للحياة الزوجية، خلاني لما واحدة من صحابي تكون بتحكيلي عن مشكلة حصلت مع خطيبها (أو اللي كان خطيبها قبل الموضوع مايبوظ!!) ولا ازاي اتغير في معاملته معاها لما اتخانقوا ومابقاش زي الأول، أفتكر على طول موقف الرسول صلى الله عليه وسلم لما راح هو والسيدة عائشة رضي الله عنها وهي غضبانة جدا يحكموا والدها سيدنا أبو بكر بينهم، فانفعل سيدنا أبو بكر عليها وكان عايز يضربها، فجريت واحتمت بالرسول صلى الله عليه وسلم رغم غضبها ودافع هو عنها قدام والدها!! ..
رغم زعلها وغضبها ورغم انهم رايحين يحكموا والدها بينهم إلا ان اللي احتمت فيه هو زوجها حبيبها، الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو كمان دافع عنها وحماها حتى من والدها!!! صلى الله عليك وسلم ياحبيبي يارسول الله ..
مش دلوقتي الحكاوي العجيبة اللي الواحد بيسمعها، وربنا يعفو عنا وعن المسلمين يارب، الزوج، ولا الخطيب حتى، يبقى طول ما هم كويسين مع بعض وسمن على عسل حاجة وأول ما يحصل صدام حقيقي يتقلب ويبقى حاجة تانية خالص!! سبحان الله ..
طب يعني الواحدة لما تفضل تسمع في قصص وحكايات من هذا القبيل عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، يبقى أقل واجب يعني انها تتمنى حد بالأخلاق دي.. أكيد أكيد أكيد مفيش حد مهما كان حيوصل انه يبقى زي الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن بردو "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" ..
حد على الأقل عارف يعني زوجة ويعني ايه ان المؤمن إن كره من زوجته خلقا رضي منها آخر، ويعني ايه انه إن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يهنها، ولم ولن يرضى لها الإهانة مطلقا ولو من أقرب الناس ليها! ..
بجد مش المهم ان الواحد أو الواحدة يرتبطوا بسرعة، مش المهم انه يرتبط بكره أو بعده، مش المهم انها ترتبط بعد سنة أو اتنين أو تلاته وتفرح فرحة مؤقتة بالدبلة والحفلة والفستان، المهم ان كل واحد لما يجي ياخد القرار فعلا ويقرر ان هو دا النص التاني المكمل ليه واللي حيكمل بيه ومعاه حياته، يكون حاسس ومقتنع تماما بانه فعلا وجد ضالته!
---------------------------------
بتاريخ 10 يناير 2010
"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله"