السبت، مايو ٠٩، ٢٠٠٩

!... خواطر شاردة



تجلس على رمال الشاطئ البيضاء أمام هذه اللوحة البديعة من درجات اللون الأزرق العذب الصافي، لوحة يخطها امتداد البحر والتقاؤه بالسماء حيث لا يفرقهما عن بعضهما شيء فينتج امتدادا أزرق، قريبًا بعيدًا، لا يسعها أمامه سوى تسبيح بديع السماوات والأرض

تجلس شاردة النظر في هذا المنظر البديع، ترقى إلى مسامعها بعض آي القرآن من قارئها المفضل، الذي تزيد روعة المنظر عذوبة ورقة صوته الحاني الذي يمس القلب ويتسلل إليه دون استئذان، تارة، وتارة أخرى بعض نغمات الموسيقى الهادئة كطبيعتها

تجلس، تمسك بالورقة والقلم، تود أن تكتب شيئا، فلا يوجد مُناخ أروع من هذا للكتابة والبوح لصديقتها الصدوقة، مذكرتها الصغيرة، عما يدور بداخلها ولا تستطيع الإفصاح عنه لأحد سواها كما حدث ويحدث وسيحدث دومًا!

تشعر برغبة قوية في كتابة شيء ما، لا تدري ما هو على وجه التحديد، فالآن بالتحديد تتصارع بداخلها العديد من الأفكار، تتوالى على زيارتها العديد والعديد من الذكريات المضحكة المبكية.. نعم، بالفعل هي كذلك، فهي لا تدري حقًا إن كان يجب أن تضحك أمام هذه الذكريات في سخرية واستهزاء أم تبكي في ضعف وانكسار، أن تسعد من قلبها أم تحزن لقلبها!.. لكنها على يقين أنها طالما نالت لقب "ذكريات"، أي أمست في عداد الـ"كان"، ما صار وما قد مضى، ما ولّى ولن يعود ثانية، فبالتأكيد يجب أن تسعد لما حدث أيًا كان، أن تحمد الله على قضائه وقدره، على ما قدّر سبحانه وتعالى أن يكون لأنه بالتأكيد هو الخير بعينه لها وأنها لو اطلعت على الغيب ليقينًا اختارت الواقع.. إذن، فالحمد لله على كل حال ...

مع هذا الاسترخاء والصفاء، تقوى لديها الرغبة في خط بعض الكلمات تلبيةً لطلب صديقتها وكاتمة أسرارها، التي تشترك معها في هذه الصفة الحميدة، في الهمس لها بسر جديد تشاركها فرحته وبهجته أو حتى ألمه ودمعه.. ولكن حيرتها كبيرة، حقًا لا تدري ما تكتب، ما المناسب الآن في مثل هذه الحالة التي تنعم بها في مكان ومُناخ كهذا ...

أتكتب ...


مَلَكْنا هذهِ الدُّنيا قُرونا *** وأخضَعَهَا جُدودٌ خالدُونَا وَسطَّرْنا صحائِفَ مِن ضِياءٍ *** فَما نَسِىَ الزمانُ ولا نَسيِنَا وَما فتئَ الزمانُ يَدورُ حتَّى *** مَضَى بالمَجدِ قَومٌ آخرونَا وأصبَحَ لا يُرى في الرَكبِ قَوْمِي *** وَقَد عَاشُوا أئمَّتَهُ سِنينَا وآلمني وَآلمَ كُلَّ حُرٍّ *** سُؤالُ الدَهر : أينَ المُسلمونا ؟ تُرى هَل يَرْجِعُ الماضي؟ فإني *** أذوب لذلك الماضي حنينا بنينا حُقبَة في الأرضِ مُلكاً *** يُدعّمُهُ شبابٌ طامحُونا شباب ذللوا سبل المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينا
إذا شَهِدوا الوغى كانوا حُماةً *** يَدُكّونَ المعاقِلَ والحُصُونَا وإن جَنَّ المساءُ فلا تَراهُم *** من الإشفاقِ إلاّ ساجدينا شبابٌ لم تُحَطمُهُ اللّيالي *** ولَمْ يُسْلِم إلى الخَصمِ العَرينا وَلَمْ تَشْهدُهُمُ الأقْدَاحُ يَوماً *** وقد مَلَؤُوا نَوادَيهُمْ مُجُونَا وَمَا عَرَفُوا الأغانيَ مَائعاتٍ *** وَلكنَّ العُلى صيغَتْ لُحُونا وَلَمْ يَتَشَدَّقوا بقُشُورِ عِلْمٍ *** وَلَمْ يَتَقَلَّبُوا في المُلْحِدِينا وَلَم يَتَبَجَّحُوا في كُل أمْر *** خَطير، كَي يُقَالَ مُثَقَّفُونَا كَذلكَ أخْرَجَ الإسلامُ قَوْمي *** شباباً مُخْلصا حُرَّا أمينا وَعَلَّمَهُ الكَرامَة كَيْف تُبنى *** فَيَأبَى أنْ يُقَيَّدَ أو يَهُونا
أتكتب ...
يوتوبيا.. الفريسة والصياد
Is it really the next step? Are we really on our way to it? No, of course NOT, IMPOSSIBLE, NOWAY.. Can't imagine something like this and don't want to imagine.. NO, of course not, not to this extent for sure.. It will NEVER happen, we will NEVER reach such a situation.. No, on contrast, we will go back to our right path, to our GLORY... in sha' ALLAH


أتكتب ...

قد يكون السبب الحقيقي وراء تقدم الأمريكان وقوتهم أن أمريكا يسكنها الأمريكان وليس نحن!
قد يكون السبب الحقيقي وراء تقدم اليابانيين وقوتهم أن اليابان يسكنها اليابانيون وليس نحن!


أتكتب ...

نحن في حاجة لتعلم ثقافة الحوار والاختلاف واحترام الآخر مهما اختلفنا عنه أو معه..

من الجميل أن نتبادل الآراء ووجهات النظر ولكن ليس على أحدٍ منا إجبار الآخر على تقبل الرأي المعارض لرأيه والموافقة عليه واتباعه

أشكرك على نصيحتك، ولكن مهمتك قد انتهت عند هذا الحد.. لا تحاول إجباري وإقناعي بما قلت، لا تحاول إلزامي بفعله أو العمل به، طالما أنها ليست مسألة شرعية تتعلق بالحلال والحرام، لأنه قد يكون مناسبًا لك أو من وجهة نظرك ولكن ليس بالضرورة أن يكون كذلك بالنسبة لي!


أتكتب ...

يونس في بلاد الشوق .. اه ياولد الهلاليه

بتونسني دموع العين .. وانا سايب اهاليه

اه ياولد الهلاليه .. لا عليّه ولا بيّه

انا يونس ونسيت مين يونس .. والدنيا مالت عليّه

جلبي ضايع مين يلاجيهلي .. باينلي نسيته حدا اهلي

ينفع احبك من غير جلبي .. ما تردوا عليها وعليّ

أتكتب ...
حاضر يازهر
نعمين يازهر
عاجبك كده .. لعبك يازهر
نسهر سوا
نلعب سوا
تفرحنا يوم
ونبكي شهر
تخاصمنا يوم
تصالحنا شهر
عاجبك يازهر
أمرك يازهر


أتكتب ...

استوصوا بالنساء خيرًا

رفقًا بالقوارير

ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه

من حرم حظه من الرفق حرم حظه من خير الدنيا والآخرة

إن الله يحب الرفق في الأمر كله

أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ

أتكتب ...

اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَبِنَا بَصِيرًا... هو لسان حال نبي الله ورسوله، سيدنا موسى عليه السلام، فكيف بحالنا نحن؟!!!


أتكتب ...

وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي

وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي... كم هي عظيمة بديعة هذه الآيات.. كثيرًا ما تتوقف أمامها.. فكرة الاصطناع، الإعداد والتجهيز للمهمة، لرسالة في انتظار أن تُؤدَّى بعد كل هذا الإعداد والتهيئة و"الاصطناع" لها! دون أن يعي الفرد أو يدرك قيمة ما يحدث وما يتعرض له أو سببه أو أنه تمهيد لرسالة عظمى وهدف أسمى وأن وراءه خير كثير في انتظاره بمشيئة الله تعالى وإذنه.. سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله!


أتكتب ...
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا

لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَآءَاتَهَا * سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا


أتكتب ...

فكم لله من تدبير أمر طوته عن المشاهدة الغيوب .. وكم في الغيب من تيسير عسر ومن تفريج نائبة تنوب .. ومن كرم ومن لطف خفي، ومن فرج تزول به الكروب
دع المقادير تجري في أعنتها ... ولا تبيتن إلا خالي البال

ما بين غمضة عين وانتباهتها ... يغير الله من حال إلى حال


إذًا فلا تضيق ذرعًا، فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، الأيام دُوَلٌ، والدهر قُلّبٌ، والليالي حبالى، والغيبُ مستورٌ، والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا، وإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا


أتكتب ...

قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


أتكتب ...

وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا
من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، و من كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب


أتكتب ...

أي روعة وإبداع ورحمة وحنو وعطف وشفقة وما هو أكثر وأسمى وأرقى من ذلك بكثير في إلحاق الترغيب بالترهيب دومًا في آي القرآن، إلحاق الطمأنة والتبشير للمؤمنين بالتهديد والوعيد للمشركين... يا الله.. كم أنت حاني علينا ياأرحم الراحمين، رحيم بنا، عليم بحالنا، أرحم علينا منا ومن أمهاتنا!


أتكتب .......

يااللـــــــه.. ما كل هذا الذي يجول بداخلها الآن، تفكر فيه، تتوقف أمامه، تحلم به، تتمناه، تهتم به، مهمومة به أو من أجله... أتراه الوقت المناسب لكل هذا الكم الهائل من الخواطر والأفكار المتواردة، ما كل هذا؟!!!

بحق لها أن تحتار فعلا...

مع كل هذا التزاحم بداخلها، تضع القلم، تغلق المذكرة، تعيد النظر إلى البحر وتبتسم.. تغمض عينيها، تريح جسدها، تعيد رأسها إلى الوراء، وتسترخي.. تتناسى كل هذا، تنحي التفكير جانبًا، وتأخذ في الراحة والهدوء والاسترخاء ...!




"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله"