الخميس، يناير ١٥، ٢٠٠٩

علاقات مشوهة ...!

لا أدري لم تخطر ببالي تلك العبارة كثيرا هذه الأيام. لا أدري لم تتردد كثيرا بداخلي وكأنها تجيب على تساؤل ملح يطرحه عقلي الباطن ويصر على طرحه دوما. لا أدري ماهو هذا التساؤل، كل ما أنا على يقين به أن هاتين الكلمتين هما الإجابة الشافية عليه التي تهدئني وتريح عقلي من كثرة التفكير والتعجب مما يحدث ولا أجد له تبريرا مقنعا ولا تفسيرا منطقيا سوى أنه يندرج تحت مسمى "علاقات مشوهة". حقيقةً لا أدري لم هي كذلك، ولكنها بالفعل كذلك!!!

نعم مقتنعة تماما بهذه النتيجة التي سرعان ما توصلت إليها مع كثرة المواقف والأحداث التي طرأت على حياتي كالطيف، فجأة دون ترتيب!

كلها لا أجد لها تحليلا سوى أنها كانت ناتجة عن بعض العلاقات المطموسة المعالم، التي يصعب إطلاق أي مسمى عليها سوى أنها بالفعل "علاقات مشوهة" ليست ذات معنى أو قيمة أو حتى تصنيف.

قد تكون هي الصدفة التي أقحمتي داخل تلك العلاقات مع أناس لم يكن ليخطر ببالي قط أن أرى منهم ما قد رأيت أو أن يصدر عنهم ما قد صدر، فما علمته عنهم لم يكن حقيقةً بالضبط كما علمت، وما اعتقدته فيهم ثبت أنه من الممكن جدا أن يحدث عكسه تماما.

أهذا ياترى لأنني، كما يُقال لي، ذات قلب طيب يتوقع من الجميع أن يكون لهم نفس الدرجة من الطيبة وحسن النية، أم هي قلة الخبرة الناتجة عن عدم الانفتاح الزائد على العالم الخارجي التي تجعلني لا أتوقع سوء النية ردا قاسيا على الحسن منها.

حقيقة لا أدري ما كل تلك الصدمات التي أتعرض لها ولا أدري سببها ولا أدري حتى متى يمكنني الصمود أمامها دون اهتزاز أو تأثر ودون أن تترك هذا الطعم المر بحلقي، كل ما استطعت أخيرا التوصل إليه أنها وليدة تلك الدوامة التي يجد الفرد نفسه بداخلها فجأة ولا يستطيع الخروج منها إلا بعد أن تكون قد تركت بداخله أثرا لا تتركه سوى مثيلاتها من تلك "العلاقات المشوهة" ... !

لكني، على الرغم من كل هذا، على يقين بأن ما حدث مؤخرا لن يستطيع أن يغير الكثير بي، ولا أخفي سرا أني أحمد الله على نعمته وفضله في أنني لا أتغير إلى الأسوأ كما يحدث للبعض كرد فعل لما يتعرض له من خيانة أصدقاء أو هجر أحباب، فإن كان هذا ما يمكن أن يحدث معي لحدث بالفعل مما كنت أتعرض له من قبل من مواقف شبيهة، ولكن ها أنا لازلت على سجيتي في التعامل والظن في الآخر والدليل أنني لازلت أتعرض لتلك المواقف :)

فحمدا لله على نعمته وفضله في أنني لم أفقد ما أودعه الله في نفسي من خير وتواضع بفضل الله في التعامل. ولتستمر تلك الصفعات تتوالى عليّ، لا يهم، المهم أن أظل هذا الكائن الذي يلفت الأنظار لا بجماله المبهر الفتان ولا بمظهره الأخاذ، ولكن بالتزامه وهدوئه وتواضعه الذي وصل من وجهة نظر البعض إلى القمة (انتي اهو قمة التواضع)، كما ذكر لي بعضم ذات مرة.

عذرا على الإطالة، لا أدري لم كل هذا الحديث، ولكني قد وجدتها فرصة لتوجيه رسالة من أخت في الله خبرتها ضئيلة، ولكنها قد تفيد...

فرجاءا لا تجعل ما تتعرض له من صدمات يفقدك ما هو مبهر بداخلك

لا تجعل تلك الصفعات التي تتلاقاها ممن كانوا آخر البشر في أن تتوقع منهم ذلك يغير فطرتك في الطيبة والخير، لا تسمح لها بتحويل ما قد جُبِلْتَ عليه من خير إلى شر تكاد تظهره لأقرب الأقربين

لا تمكنها من تحويل هذا الكائن الرائع بداخلك إلى مخلوق آخر تكره معرفته أو حتى السماع عنه

عليك فقط أن تحاول أن تتعلم شيئا ما إيجابيا وأن تخرج من تلك المواقف التي تكاد أن تكون دروسا غالية بما يفيدك فيما بعد

حاول ألا تُغَلِّب الجانب المظلم على الجانب المضيء

حتى في تعاملك مع من استجدوا في حياتك، كن على طبيعتك وفطرتك السليمة

تعامل بنفس الحب والود والخير دون أن تظهر الشر لمجرد توقعه منهم

تأكد من أن ماتستحقه بالفعل وجدير به في انتظارك

وكن على يقين بأنه سيسعى هو إليك ويأتيك، لن تلهث أنت ورائه!

.............................................

ملحوظة: البوست مكتوب من فترة، يعني قديم الكتابة حديث النشر :)

"الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله"